الباب الأول
الدِّين والسياسة ضوء على المفاهيم
تحديد المفاهيم أولا:
قبل
أن نتعرض لموقف الدِّين من السياسة أو موقف السياسة من الدِّين، والعلاقة
بينهما هل هي -من الناحية النظرية- الترادف أو التباين أو التناقض؟ وهل هي
-من الناحية العملية- التعارف أو التناكر؟ التقارب أو التباعد؟ التعاون أو
التشاحن؟
لا بُد لنا قبل ذلك: أن نحدد مفهوم كل من الدِّين، ومن السياسة، إذ الحُكْم على الشيء -كما يقول علماء المنطق- فرع عن تصوره.
فما معنى كلمة (الدِّين) حين ننطق بها، ونستعملها في حياتنا أفرادًا وجماعات وأُمما؟
وأيضا: ما معنى (السياسة) التي أصبحت تتحكم في مصايرنا[1]، وتقودنا طوعًا أو كرهًا إلى ما يريد فلاسفتها النظريون، ومنفذوها التطبيقيون، والقادة السياسيون